Ed Wildبقلم Professor Ed Wild تحرير Dr Jeff Carroll ترجمة Guiscardo Urso

المقالة الأولى ضمن سلسلة شهرية من مقالات أسئلة شائعة تغطي أهم المواضيع والقضايا الساخنة في العلم الكامن وراء داء هنتنغتون.

ما الذي يسبب داء هنتنغتون؟

ينتج داء هنتنغتون (HD) من طفرة في الحمض النووي (DNA)للشخص. والحمض النووي ببساطة هو الكثير من التعليمات لبناء جسمك والحفاظ على عمله بالشكل السليم. ويكون الحمض النووي منظماً في “وصفات” فردية يطلق عليها جينات، وكل جين منها هو وصفة لإنتاج بروتين واحد (آلة جزيئية). حدوث طفرة في الجين هو أشبه بحدوث خطأ إملائي. بعض الأخطاء الإملائية لا تكون ضارة، لكن بعضها الآخر ينتج عنه بروتينات لا تعمل بالشكل الصحيح أو تكون ضارة.

في عام 1993، تم تعيين الطفرة التي تسبب داء هنتنغتون في جين معين – والذي يعرف اليوم بجين “هنتنغتين” ويشار إليه بالاختصار HTT أو HD أو IT15. وقد سمحت معرفة موقع وطبيعة طفرة هنتنغتون منذ 1993 بالفحص والكشف عمّا إذا كان الشخص يحمل الطفرة.

إلى ماذا يشير اختصار “CAG"؟

كل شخص يعاني من داء هنتنغتون لديه نفس النوع الأساسي من الطفرةوهى امتداد لقطعة عادية متكررة من الحمض النووي على الكروموسوم رقم 4. والكروموسومات هي كتل طويلة من الحمض النووي وهي عبارة عن سلاسل من الملايين من "القواعد”. وكل قاعدة هي أشبه بأحرف أبجدية تقوم بتهجئة كلمة، وتكون عبارة عن واحدة من 4 مواد كيميائية (الأدينين، السيتوزين، الجوانين، الثايمين). ويتم اختصار هذه القواعد بالأحرف A و C و G و T.

وبالقرب من بداية جين هنتنغتين لكل شخص يوجد امتداد متكرر من ثلاثة أحرف - CAG. في الأشخاص الذين لا يعانون من داء هنتنغتون، تتكرر هذه القواعد الثلاث أقل من 35 مرة - عادة حوالي 17 مرة. أما الأشخاص الذين يكون لديهم 36 تكراراً أو أكثر من امتداد CAG سيصابون بداء هنتنغتون إن عاشوا لفترة طويلة بما فيه الكافية.

عادةً يتم نطق امتداد CAG على شكل ثلاثة أحرف منفصلة سى -إيه- جى (“see-ay-gee”) وليس ككلمة واحدة.

كيف يمكن لتكرار CAG ممتد أن يسبب الإصابة بداء هنتنغتون؟

تصنع البروتينات من لبنات / أحجاربناء تسمى الأحماض الأمينية. وتسلسل CAG المكون من ثلاث قواعد في جين ما هو عبارة عن تعليمات لإضافة حمض أميني يسمى الجلوتامين إلى بروتين في طور التكوين. وعدد مرات تكرار CAG الموجودة في جين هنتنغتين، هو عدد الجلوتامينات الذي ستكون في البروتين النهائي. لذلك، على سبيل المثال، ينتج الأشخاص الذين لديهم 42 تكرار من امتداد CAG بروتين هنتنغتين يحتوي على 42 وحدة جلوتامين في بدايته.

يستخدم العلماء اختصارات لمختلف الأحماض الأمينية. ويتم اختصار الجلوتامين بحرف “Q"، لذلك يشار إلى داء هنتنغتون أحياناً بأنه "المرض متعدد الجلوتامين” أو “المرض متعدد كيو” polyQ”".

عندما يحتوي بروتين هنتنغتين على الكثير من وحداتالجلوتامين، يختلف شكله وسلوكه عن البروتين الطبيعي. حيث تؤدي هذه الاختلافات إلى أن يصبح البروتين غير الطبيعي مضراً بالخلايا، وهذا السلوك الضار هو الذي يتسبب في اختلال وظائف الخلايا وموتها.

وما يسبب أعراض داء هنتنغتون هو خلل وموت الخلايا العصبية (خلايا المخ) والخلايا الأخرى ..

هل يمكن معرفة متى قد يعانى الشخص من أعراض داء هنتنغتون في حياته؟

إن نظرنا للآلاف من مرضى هنتنغتون، نجد أنه في المتوسط، الأشخاص الذين لديهم تكرار CAG أطول تظهر أعراض داء هنتنغتون لديهم في سن مبكر ر. وفي الحالات الأكثر تعقيداً، الأشخاص الذين لديهم تكرارات طويلة جداً يعانون من شكل حاد من داء هنتنغتون يبدأ من الطفولة، والذي يطلق عليه عادةً اسم “juvenile HD” أو اختصاراً “jHD”. ومرضى هنتنغتون الذين يصابون به في مرحلة البلوغ يكون لديهم عدد تكرارات CAG أقل من مرضى هنتنغتون من مرحلة الطفولة. ويبلغ متوسط طول التكرار في مرضى هنتنغتون حوالي 44.

من المهم أن نذكر أن إمكانية التنبؤ بالعمر الذي يظهر فيه المرض من طول تكرار CAG ليست دقيقة على الإطلاق. فقد يبدأ شخصان لديهما نفس طول تكرار CAG في الشعور بالأعراض في أعمار مختلفة جداً - بفارق سنوات أو حتى عقود. وبسبب ذلك، فإن أطوال تكرار CAG مفيدة للبحث العلمي والطبي، إلا أنها ليست مفيدة جداً لمعظم الأشخاص الذين يحاولون التنبؤ بالعمر المتوقع فيه ظهور المرض لديهم.

صديقي/أخي/أمي تتناول دواء معين لداء هنتنغتون - هل تعتقد أن علي تناوله أنا أيضاً؟

لا يمكن لموقع HDBuzz تقديم مشورة طبية شخصية. يجب اتخاذ القرارات المتعلقة بعلاج أعراض داء هنتنغتون بالتشاور مع طبيبك.

لسوء الحظ، لم يثبت حتى الآن أي علاج أو دواء له قدرته على تأخير أو منع ظهور أعراض داء هنتنغتون في البشر.

ومع ذلك، تتوفر الكثير من العلاجات التي يمكن أن تساعد علىالتحكم في الكثير من أعراض داء هنتنغتون، وتتفاوت فائدة كل علاج منها باختلاف الأشخاص. اسأل طبيبك المختص بداء هنتنغتون عن العلاجات التي قد تكون مفيدة لحالتك، في حال توفرها.

ماذا عن المكملات الغذائية؟ هل يمكنكم اقتراح مكملات غذائية يمكنني تناولها، والكمية المقترح تناولها؟

لا. الكثير من الأشخاص الذين يعانون من داء هنتنغتون يتناولون مكملات مثل الكرياتين والإنزيم المساعد Q والعديد من المكملات الأخرى، ولكن إلى الآن، لم يُظهر أي مكمل غذائي قدرته على إبطاء المرض عند اختباره في تجربة سريريه عشوائية، مراقبة، ومزدوجة التعمية ومقارنة بدواء وهمي خامل المفعول (أفضل نوع من التجارب العلمية للإجابة عن مثل هذه الأسئلة).

لا يعني ذلك أن هذه المكملات لا فائدة لها مطلقاً، ولكن لم يتم إثبات فعاليتها. وحتى القيام بذلك، لا يمكن لموقع HDBuzz التوصية بأي مكمل أو علاج مماثل.

يقدم عدد من المواقع على الإنترنت نصائح حول استخدام المكملات لأولئك الذين يرغبون في تناولها – منها على سبيل المثال HDAC.org و HDlighthouse.org.

ماذا عن العلاجات البديلة لداء هنتنغتون؟

هناك عدد من الأفراد والمنظمات الذين يقومون بتسويق علاجات “بديلة” لداء هنتنغتون. والعديد من هذه العلاجات مثل التمارين الرياضية والتدليك وما إلى ذلك قد تكون مفيدة جداً للعديد من المرضى.

ومن العلاجات البديلة الأخرى التي غالباً ما يتم تسويقها على أنها “علاجات شافية” حقن خلايا سمك القرش وحقن الخلايا الجذعية والمكملات الغذائية. لكن لا يوجد دليل على أن مثل هذه العلاجات فعالة في إبطاء تقدّم داء هنتنغتون - وقد تكون ضارة في الواقع. لذلك ننصحك بالتحدث إلى طبيب ذو خبرة في رعاية مرضى داء هنتنغتون قبل النظر في الخضوع لمثل هذه العلاجات.

وفي حال تم تقديم دليل علمي مقنع على أن أي من العلاجات “البديلة” فعال، سوف تقرأ عنه على HDBuzz بكل تأكيد.

من الجدير أن نأخذ بعين الاعتبار أن أي “علاج بديل” يثبت فعاليته يصبح تلقائياً “دواءً”.

أليس صحيحاً أن شركات الأدوية لا تهتم بداء هنتنغتون؟

نحن في HDBuzz نؤمن أن شركات الأدوية تلعب دوراً حيوياً في تطوير علاجات فعالة لمرضى داء هنتنغتون. فهم يملكون الخبرة والإمكانات لإجراء التجارب السريرية التي تثبت ما إذا كانت الأدوية فعالة.

في الماضي، ربما كان صحيحاً أن شركات الأدوية لم تخصص الكثير من الموارد لداء هنتنغتون. لكن ذلك تغيّر مؤخراً، حيث تملك الكثير من شركات الأدوية اليوم برامج أبحاث في داء هنتنغتون. لا تدعم HDBuzz أي شركة أو برنامج معين، ولا تتلقى أي تمويل من أي شركة أدوية، لكننا سعداء لأن شركات الأدوية الكبيرة وشركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة باتت تملك برامج وموارد جادة للغاية مخصصة لأبحاث داء هنتنغتون.